
حين ضاق عليه الهواء فتح الطب له نافذة التنفس من جديد: أنفاس الحياة تعود لرضيعٍ بعمليةٍ جراحيةٍ نوعية في هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة
المركز الإعلامي للهيئة
في مشهدٍ إنسانيٍ تقاطعت فيه براعةُ الطبِّ مع قدسية الرسالةِ الإنسانية، سطّرَ طاقمٌ جراحيُّ بهيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة إنجازًا طبيًا يُضاف إلى سجلّ التفوق والتميز، حين نجح فريقٌ متخصصٌ في إجراءِ عمليةٍ جراحيةٍ دقيقةٍ لطفلٍ حديث الولادة، لم يتجاوز عمره تسعة أيام، كان يصارع أنفاسه الأولى إثر انسدادٍ خلقيٍّ مزدوجٍ في فتحتي الأنف الداخلية، مهددًا حياته قبل أن تُزهر.وصل الطفل إلى قسم طوارئ الأطفال محوّلًا من أحد المستشفيات الحكومية في العاصمة صنعاء ، حيث خضع بعدها لفحوصاتٍ دقيقةٍ، تصدرتها الأشعة المقطعية التي كشفت الستار عن موضع الانسداد، واضعة الفريقَ الطبي على أولى خطوات التشخيص السليم.وبإحساسٍ طبيٍّ مسؤول، قرر الفريقُ الجراحيُّ التدخلَ العاجل بالمنظار الجراحي لإنقاذ الرضيع من شبح الاختناق، فأُجريت العملية تحت إشراف الدكتور/ عادل الأثوري، استشاري جراحة الأذن والأنف والحنجرة، وبمؤازرة نخبةٍ من أطباء التخدير والعناية المركزة لحديثي الولادة وعدد من التمريض وفنيي العمليات.

وقد تكلّلت العمليةُ ولله الحمد بالنجاح، حيث تمكن الأطباء من إزالة الانسداد الخلقي، ليفتحوا للرضيع نافذةً نحو التنفس الطبيعي، ويمنحوه فرصةً للحياة كانت على وشك أن تُغلق.إنّ هذا الإنجاز النوعي، الذي يُعد من العمليات الجراحية النادرة، يعكس الكفاءة العلمية والبراعة المهنية للكوادر الطبية العاملة في الهيئة، رغم ما يرزح تحته الوطن والقطاع الصحي من تحدياتٍ جسام.وفي تعليقٍ له، عبّر الدكتور/ خالد أحمد سهيل، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بالحديدة، عن بالغ فخره واعتزازه بهذا النجاح وبالطاقم الطبي والجراحي ، مؤكدًا أن الهيئة ماضيةٌ في أداء رسالتها الإنسانية، وملتزمةٌ بتقديم خدماتٍ طبيةٍ متكاملة، قائمةٍ على مبدأ الإنسانية أولاً، والجودة دومًا، مهما كانت التحديات.من جانبها، أعربت أسرةُ الطفل عن عميق امتنانها لهيئة مستشفى الثورة العام وللفريق الطبي، الذي لم يكن مجردَ أطباء، بل كانوا ملائكة رحمةٍ أعادت لأنفاس صغيرهم نبض الحياة، ورسموا البسمة على وجه عائلةٍ كاد التشوه الخلقي أن يخطف منها فرحتها.